في قرية صغيرة، عاش رجل بسيط يعمل نجارًا. كان محبًا لعمله ومشهورًا بإتقانه، لكنه كان دائم القلق على مستقبله ومستقبل أبنائه. كان يجتهد كثيرًا لكنه يشعر بأن ما يجنيه لا يكفي لتأمين حياة مستقرة
في أحد الأيام، بينما كان ينظف ورشته القديمة، وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا مخفيًا تحت الأرفف. بدا عليه القدم وكأنه كان هناك منذ سنوات طويلة. فتحه بحذر ليجد داخله ورقة مكتوب عليها
"ثروتك ليست فيما تمتلكه، بل فيما تستخدمه بحكمة."
جلس النجار يفكر في معنى الجملة. لأول مرة بدأ يرى حياته من زاوية مختلفة. أدرك أن المشكلة لم تكن في قلة المال، بل في طريقة تفكيره وإدارته لما يملك
في اليوم التالي، قرر إجراء تغيير شامل. بدأ بتوفير جزء صغير من دخله كل يوم. بدلاً من إنفاق المال على أشياء غير ضرورية، ركز على تحسين أدواته وتطوير مهاراته. تعلم تقنيات جديدة في النجارة وأبدع تصميمات مميزة لدرجة أن الناس بدأوا يأتون إليه من القرى المجاورة
بعد سنوات قليلة، أصبح النجار من أغنى رجال القرية، ليس فقط بالمال، بل بالرضا والطمأنينة. علّم أبناءه درسًا مهمًا
"الثروة ليست فيما نملك، بل في كيفية استخدام مواردنا وحكمتنا لتحقيق الأفضل."
العبرة
أحيانًا الحلول ليست في زيادة ما لدينا، بل في تغيير الطريقة التي نستخدم بها ما نملك. إدارة الموارد بحكمة أهم من كميتها